الثقافي

المناصرة: الحداثة العربية لا تحصل على خاتم الشرعية إلا إذا وافقت القاهرة

أنتهز الفرصة لأضيف نوعين شعريين مازالا مرفوضين في التدريس بالجامعات

 

قال الشاعر الفلسطيني الكبير عز الدين المناصرة في كلمة الضيوف العرب في حفل افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي في دورته الرابعة: ها أنت أيتها القاهرة تجمعيينا بعد غياب ليس بطويل للمرة الرابعة حول المحبة, ولازال النيل يبتسم وإن كان يخفي دمعته في قلب الماء على حالها, إنه النيل الصبور على الأذى, يقاوم على مر العصور بفلاحيه وعماله ومثقفيه وشعرائه كما قال أبو الطيب المتنبي, وحالات الزمان عليك شتى وحالك واحد في كل حال, ومازلنا نردد لمصر أو لربوع الشام تنتسب, هنا العلا وهناك المجد والحسب, ها هي جريدة الأهرام ماتزال تحمل في رأس صفحتها الأولى كل يوم اسم الأخوين اللبنانيين, ومازال خليل مطران يتنزه في ساحات الأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة, ومازالت مي زيادة تنشر عطر نصوصها الحداثية المبتكرة في الفضاء, ومازال جرجي زيدان بخطواته السريعة والبطيئة يمشي على درجات دار الهلال ومازال الأزهر يحتفظ بذكريات رواق الشام, ورواق المغاربة, وهاهو أول كتاب في الأدب المقارن في العالم العربي للفلسطيني محمد روحي الخالدي يصدر من مطبعة الهلال عام 1904.

وتابع المناصرة بقوله: القاهرة نص لكنه متعدد, ومصر متعددة كنص موحد, القاهرة هي الجبل المغناطيسي تجذب إليها كل عناصر الحداثة, تمتصها وتترك مالا ينفع الناس جانباً, القاهرة تمنحك الفرصة الكاملة فإن أخطأت التقدير تسامحك لكنها أبدا لاتغلق بابها, قد تتردد القاهرة أحيانا بقبول بعض مظاهر الحداثة لكنها حين تمتنع لا تستطيع الحداثة العربية أن تحصل على خاتم الشرعية إلا إذا وافقت القاهرة, وهاهي القاهرة تصدر لنا منذ عام 1980 وحتى اليوم أرقى مجلة في النقد الأبي في العالم العربي, مجلة فصول.

 

هناك قصائد تجذبنا إليها لأنها تمتلك الجاذبية

 

وعن الشعر قال المناصرة في كلمته: الشعر شغف لم أجد تعريفا أفضل من هذه الكلمة, وكلكم تعرفون أو تشعرون بهذه الكلمة, الشعر مغناطيس, الشعر هو فتنة المتناقضات. مهما اختلفت درجات تأويل النصوص نحن في النهاية نحكم عليها حكم قيمة بسيط. قصيدة جميلة أحببناها أو قصيدة رديئة أو متوسطة الحال, هناك قصائد تجذبنا إليها لأنها تمتلك الجاذبية, ماهي عناصر هذه الجاذبية ؟ هل هي داخلية أم خارجية.

 

لماذا نرفض هذا الشعر ولماذا لا نقرره!!

 

وعن أشكال الشعر تحدث الشاعر الفلسطيني المناصرة مطالبا بإدخال شكلين منها إلى التدريس في الجامعات : هناك في الواقع أربعة أشكال شعرية معترف بشرعية وجودها , الشعر العمودي سواء أكان تراثيا أم حداثيا, الشعر الحر التفعيلي منذ السياب ونزار قباني وصلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي, وسعدي يوسف وأدونيس ومحمد الفيتوري وعبد الوهاب البياتي وغيرهم في الخمسينات, النوع الثالث هو قصيدة النثر التي تصارع منذ رائدها الأول أمين الريحاني 1910 مرورا بشعرائها في الخمسينات والستينات وحتى انفجارها الكبير في التسعينات, لكنني هنا أنتهز الفرصة لأضيف نوعين شعريين مازلا مرفوضين في التدريس بالجامعات العربية, هما الشعر اللهجي ومن شعرائه الكبار في مصر سيد حجاب وصلاح جاهين, وأحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي، وفي لبنان كمية كبيرة من شعراء اللهجة, النوع الخامس أو النوع الثاني المرفوض "شعر الهجرة اللغوية" هو أدب التهجير, شعر التهجير الذي كتبه شعراء من المغرب والجزائر ولبنان بالفرنسية ومن فلسطين بالسبانية والانكليزية, هل تعرفون يوجد أحد عشر شاعرا من أصول فلسطينية هم تشيليون, هؤلاء ينتمون الى الجيل الثالث, حيث لايعرفون العربية لكن قصائدهم تشي بالروح العربية, لماذا نرفض هذا الشعر ولماذا لا نقرره في جامعاتنا بصفته أدب أو شعر التهجير!!

 

الشعر ليس شكلا فقط

 

وختم بقوله: إذن الاعتراف بالأشكال جميعها لم يعد مشكلة، فنحن جميعنا نعترف بالأشكال، ولكن الشعر ليس شكلا فقط، بل هناك منظور للعالم وكلاهما يلتحمان. اختتم بالقول الشعر شغف والشاعر المتميز هو الذي يمتلك بصمة خاصة به.

فريدة. س/ الوكالات 

من نفس القسم الثقافي