الوطن
دول غربية تمارس ضغوطا على شخصيات ليبية في حوار الجزائر
عضو الأمانة العامة لاتحاد العلماء المسلمين علي الصلابي يؤكد عرضها الدعم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 نوفمبر 2014
دعا أمس عضو الأمانة العامة لاتحاد العلماء المسلمين الكاتب والباحث الليبي في شؤون الفكر الإسلامي الدكتور علي الصلابي، أصدقاء ليبيا والمجتمع الدولي إلى احترام ما انتهت إليه المحكمة الدستورية بشأن قرارات المؤتمر الوطني العام والبرلمان وما نتج عنهما من قوانين، واعتبر أن في احترام القضاء دعم للمؤسسة القضائية التي قال بأنها أساس أعمدة الدولة الحديثة.
ونفى الصلابي في تصريحات لـ "قدس برس" اللندنية، أن يكون حكم المحكمة الدستورية مقتصرا على البرلمان وقراراته، وقال: "هناك نقطة مهمة تم إغفالها في التعاطي السياسي والإعلامي مع حكم المحكمة الدستورية الأخير، الذي فُهم على أساس أنه موجه ضد البرلمان وما نجم عنه من قرارات، وهذا غير دقيق، إذ أن الحكم كان ضد المؤتمر الوطني العالم فقد أبطل لجنة فيفري (فبراير) التي تم على أساسها اختيار البرلمان ورآها لجنة مخالفة للقوانين، كما أبطل البرلمان وقراراته".
وأضاف: "ولذلك فإن المطلوب من مختلف الأطراف الدولية المعنية بالشأن الليبي أن تحترم قرارات المحكمة الدستورية، لأن هذا من شأنه دعم المؤسسة القضائية التي هي عماد أي تحول حقيقي نحو الدولة الديمقراطية الحديثة. وقد كانت لنا سابقة مع المحكمة الدستورية حين قضت ضد حكومة أحمد امعيتيق الموالية للثوار، فقبلوا بها، كما أن القضاة الذين حكموا غير معروف عنهم انحيازهم لطرف سياسي على حساب آخر، ومن هنا فإن فاحترام قرارات هذه المحكمة الآن من شأنه أن يسهم في تكريس سلطة القضاء الذي يمكن اللجوء إليه في أي خلاف دستوري".
ودعا الصلابي الفرقاء الليبيين إلى العمل على تجاوز خلافاتهم عبر منهج توافقي يغلب المصلحة الوطنية العليا، وقال: "أعتقد أنه من المهم لليبيين في هذه المرحلة أن يسعوا لتشكيل حكومة وحدة وطنية على رأسها شخصية توافقية ترضي غالبية الليبيين وتكون مخلصة لله ثم للوطن، وتسهر على اتمام هذه المرحلة الانتقالية.
كما أن المطلوب أيضا من اللجنة الدستورية التي تم اختيارها لصياغة الدستور أن تصارح الشعب الليبي بما آلت إليه أعمالها وأن يتم العمل على دستور منظم للسلطات يُستفتى عليه الليبيون لإتمام مرحلتهم الانتقالية والتأسيس للمرحلة الدائمة". وأكد الصلابي أن ذلك كله لا يمكن أن يتم إلا في مناخ يؤمن بالحوار ويعلي من قيمته، وقال: "لا شك أن هذا التوافق المطلوب يقوم أساسا على الحوار الهادف إلى المصالحة الوطنية، ومن هنا يجب دعم الجهود المبذولة خصوصا من الشقيقة الكبرى الجزائر، وقد اتصلت بنا دول كثيرة لدعم الحوار الليبي ـ الليبي، وقد رحبنا بكافة هذه الجهود لكننا نتمنى أن ينسقوا جميعا مع شقيقتنا الكبرى الجزائر"، على حد تعبيره.
محمد.أ