الوطن

السبسي حضر مع الغنوشي "طبخة انتخابية" في الجزائر

مصادر سياسية تونسية تشير إلى جهود بوتفليقة لإنجاح التوافق بينهما

 

 

أكد أمس رئيس نداء تونس الباجي قايد السبسي ترتيبه اتفاقا مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، خلال لقائهما مطلع نوفمبر الجاري بالجزائر، على مسألة التوافق حول الحكومة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضح السبسي أن ما يجري حاليا بين النهضة ونداء تونس، يندرج في إطار الحراك السياسي الحاصل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

مصادر سياسية تونسية: بوتفليقة يقود مساعي وفاق بين الغنوشي وقايد السبسي

وأكدت مصادر مطلعة من العاصمة التونسية أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يرعى صفقة سياسية مابين فرقاء تونس وهم زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وغريمه زعيم نداء تونس قايد باجي السبسي بهدف احلال توافق بين الطرفين لتشكيل حكومة توافق وطني قبيل الانتخابات الرئاسية التونسية، مؤكدة أن الاتفاق حصل وسيكشف عن تفاصيله لاحقا. ونقلت نفس المصادر أن رئيس نداء تونس الباجي قايد السبسي اتفق مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، خلال لقائهما بالجزائر، على مسألة التوافق حول الحكومة قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضحت المصادر أن ما يجري حاليا بين النهضة ونداء تونس، يندرج في إطار الحراك السياسي الحاصل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، في محاولة لتوجيه الرأي العام، مبرزة أن الاتفاق بين الرجلين حصل في الجزائر برعاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأشارت إلى أن قرار مجلس شورى حركة النهضة بعدم دعم أي مرشح للرئاسة يؤكد أن أمر الحكومة التوافقية محسوم. وقالت المصادر إن باريس تلعب دورا مهما لتقريب المسافات بين حركتي نداء تونس والنهضة، وكشفت أن السفير الفرنسي يجري محادثات مع الطرفين لضمان الجمع بينهما في إطار حكومة وحدة وطنية.

تبادل أسماء وهويات لمقاتلين من تونس والجزائر ضمن "داعش"

في المقابل شكلت الأزمة الأمنية في ليبيا، وتداعياتها على تونس والجزائر، محورا مهما في المباحثات التونسية الجزائرية نهاية الأسبوع، بمناسبة زيارة وزير الخارجية التونسي للجزائر والتي حظي فيها باستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال. وتضمنت المباحثات أيضا التعاون في مختلف المجالات بين البلدين، وتعزيز التنسيق الأمني والديبلوماسي بحكم ان الدولتين تتطابقان في وجهات النظر حول عديد القضايا الاقليمية والدولية. وأبدى المنجى الحامدي دعم تونس المطلق للمبادرة الجزائرية حول حل المشكلة الأمنية في ليبيا من خلال السعي إلى لقاء جميع الاطراف على طاولة الحوار في الجزائر او في ليبيا، لإنهاء الأزمة التي تلقي بظلالها وانعكاساتها على أمن المنطقة. وفي هذا السياق قال الخبير الأمني رمضان حملات ان معلومات تفيد بتبادل الدولتين خلال هذه الزيارة، لأسماء وهويات لمقاتلين من تونس والجزائر ضمن "داعش"، والتباحث في امكانية ايجاد حلول للمشكل الليبي بما يتيح حماية الحدود للبلدين تونس والجزائر، في ظل التصعيد والتهديد الحقيقي، وقال حملات ان هناك خطرا حقيقيا يجب ان لا نستهين به، يعصف بالأمن الوطني وبأمن المنطقة برمتها، مثمنا دور تونس ومتابعتها للملف الأمني الليبي.

وأشار حملات إلى ان معطيات متوفرة تشير إلى ان "داعش" المتواجدة بليبيا، بقبضة البغدادي عن طريق امير يمني، ستنتهج نفس منهجها في العراق وسوريا، من خلال توسعها في تونس والجزائر، خاصة بالمناطق النفطية لتحصيل موارد مالية، في ظل توفر حواضن شعبية ببعض المناطق العشوائية والجنوبية، و"داعش" اليوم موجودة في تونس والجزائر، ولكن قوتها ترتكز في ليبيا باعتبارها قاعدة انطلاق لأي توسعات للتنظيم. وقال الخبير الأمني الجزائري ان الازمة الليبية، بعد حكم المحكمة العليا اصبح بيد القوة الدولية، التي افتعلت الازمة، وهي وحدها من يملك قوة التأثير على الاطراف الفاعلة في الساحة فلا الجزائر ولا تونس تملكان قوة التأثير على الاف المليشيات المسلحة التي تنشط في المنطقة.

واعتبر العقيد حملات ان زيارة المنجي الحامدي إلى الجزائر، رفقة وفد أمني رفيع من الاستخبارات تصب اساسا في التباحث الأمني، باعتباره اضحى يشكل هاجسا مقلقا للجزائر وتونس، خاصة ان التقارير تقول ان المئات من الارهابيين من الدولتين ينشطون في ليبيا وتعدد حالات الاختفاء بالجنوب، والإغراءات وموقف بعض المليشيات الليبية المعادي للبلدين، اضافة إلى قيام ما يسمى بتنظيم الدولة ببعض العمليات في تونس كالهجوم على حافلة وجنود واعتبره ردا على نداء حرائر تونس للبغدادي، وهي مؤشرات تؤكد ان اليقظة والتعاون مطلوبان في هذه المرحلة اكثر من أي وقت مضى بين البلدين لتعزيز الأمن وتامين الحدود. وبالموازاة أعلنت وزارة الداخلية التونسية إيقاف عناصر ارهابيين وصفتهم بالخطرين في محافظات الكاف وجندوبة والقصرين غرب تونس. الناطق باسم الوزارة محمد علي العروي أكد أن قوات الأمن تمكنت من إحباط عدة عمليات إرهابية في اطار العمليات الأمنية الاستباقية. وأشار العروي إلى استمرار العمليات الامنية رداً على العملية الإرهابية التي استهدفت الجيش الاربعاء الماضي بمحافظة الكاف وأدت إلى مقتل خمسة جنود. ويواصل الأمن التونسي حربه على الجماعات المسلحة في جبال الشعانبي على الحدود مع الجزائر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

مترشح للرئاسيات يسعى لإزالة الحدود الاقتصادية مع الجزائر وفي اطار الحراك الانتخابي في تونس ذكر المترشح المستقل للاستحقاق الرئاسى ياسين الشنوفى انه فى حال نيله ثقة الناخبات والناخبين فى الانتخابات الرئاسية القادمة سيكون من أولوياته دعم دور الدبلوماسية التونسية فى خدمة الاقتصاد الوطنى وفى جلب المستثمرين الاجانب حسب خصوصيات كل جهة من جهات البلاد مضيفا أنه سيدعم السياسة التنموية للحكومة القادمة لفائدة الجهات.

ولاحظ خلال اجتماع عام انتخابي عقده عشية اول امس بمدينة قفصة أنه يتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الجزائر وازالة الحدود الاقتصادية مع هذا البلد وتهيئة مناطق حرة للتبادل التجارى بما يسهم فى تنشيط الحركية التجارية بالمناطق الحدودية.

 محمد.أ/ أنس- ح

من نفس القسم الوطن