الوطن

أردوغان في الجزائر يوم 19 نوفمبر الجاري

بأجندة تتعلق بالجانبين السياسي والأمني والاقتصادي للبلدين

 

كشفت مصادر دبلوماسية عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي المنتخب طيب رجب أردوغان، للجزائر يوم 19 نوفمبر الجاري، وقالت هذه المصادر في حديث لها مع "الرائد"، أن الزيارة تحمل أجندة اقتصادية بالدرجة الأولى لكن الأوضاع الأمنية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، والتحديات المفروضة على دول المنطقة، ستكون في صلب المشاورات خاصة ما تعلق بالملف الأمني  سواء تعلق الامر بتطورات الوضع في سوريا والعراق وفي كل من  مالي وليبيا، على اعتبار أن الطرفان لديهما مقاربة سياسية تقترب وتبتعد في بعض الملفات حول كيفيات معالجة هذه الأزمة، شأنها في ذلك شأن القضايا الدولية والإقليمية الأخرى التي تتعلق بالإرهاب وآليات مكافحته، واعتبرت هذه الأطراف أن الحوار في هذا الملف سيأخذ حيزا واسعا ضمن اللقاءات التي ستجمع الرئيس التركي مع المسؤولين الجزائريين وفي مقدمة هؤلاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أين يرتقب أن يستقبل القاضي الأول للبلاد الرئيس التركي الذي يقوم بأول زيارة له للجزائر منذ تسلمه لمهامه كرئيس منتخب لتركيا.
وربطت أطراف عديدة الزيارة بالمسألة الأمنية على اعتبار أن الملفات الاقتصادية العديدة التي ستكون في أجندة الرئيس التركي والوفد الهام الذي سيرافقه من حكومة داود أوغلو، سبق وأن أبرمت غالبية الاتفاقيات حولها في الزيارة الأخيرة لأردوغان يوم كان يشغل منصب رئيس الوزراء العام الفارط، والتي تتعلق غالبيتها بمجال الاستثمارات التركية بالجزائر والتي عرفت في السنوات القليلة الماضية دفعة قوية، ومن هذا المنطلق فإن الملفات الأساسية التي ستشكل محور الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي إلى الجزائر والذي تقول بعض المصادر بأن ترتيب الزيارة تم بطلب منه شخصيا، إجراء محادثات حول الوضع الراهن بالمنطقة سواء الذي يتعلق بالأزمة المالية أو تلك التي تعيشها ليبيا حيث تسعى تركيا للخروج من عزلتها الدولية المفروضة عليها من خلال المشاركة في الحوار حول الملفات المتعلقة بالوضع الحالي الذي تعيشه المنطقة العربية وشمال إفريقيا، والتي تعتبر الركيزة الرئيسية في السياسة الخارجية الجديدة لتركيا.
أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فإن أجندة عمل الوفد التركي الذي سيقوده أردوغان ، بمجال الغاز والمحروقات حيث تسعى دولة تركيا للاستفادة أكثر من الغاز الجزائري الذي تعتبر الجزائر المزود الرئيسي لتركيا في هذا المجال وهي تسعى لافتكاك تأشيرة الموافقة من قبل الحكومة الجزائرية من أجل تجديد الاتفاقيات المتعلقة بنقل الغاز الجزائري غلى تركيا مستقبلا وهو الملف الذي ظل عالقا لسنوات عديدة بين البلدين.
ومن المتوقع أن تتناول المحادثات التي سيجريها أردوغان مع نظيره الجزائري بحسب المتابعين للملف التركي" قضية شمال مالي وكذلك دعم موقف الجزائر ومقاربتها السياسية الشاملة في معالجة هذا الملف، وتنظر الجزائر بأهمية لزيارة أردوغان وما يمثله من تأثير داخل الحلف الأطلسي والإدارة الأمريكية الجديدة، كما تنتظر منه الجزائر دعم الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي بدأتها الجزائر منذ فترة وإبعاد التدخل الأجنبي والأدوات المحركة لما سمي بـ"ربيع الثورات العربي" وتعد تركيا أحد الرافعات لهذه التحولات التي شهدتها المنطقة العربية".
 خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن