الوطن
إسبانيا تبحث عن موطئ قدم في الساحل وشمال مالي
حسب آراء خبراء ومحللين أمنيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 نوفمبر 2014
قال خبراء اسبان أن اسبانيا تبحث عن موطئ قدم في شمال مالي والساحل، وأفادت صحف اسبانية نقلا عن خبراء ومحللين سياسيين اسبان أن الساحل اضحى ذي اهمية استراتيجية بالنسبة لإسبانيا، لذلك تبحث عن التغلغل في منطقة الساحل، عبر البوابة المغربية والموريتانية، ويتم التحضير حاليا لعقد مؤتمر في للأمن والدفاع في جامعة ألمرية الإسبانية بالتعاون مع وزارة الدفاع الاسبانية ونقابة الصحافة الاسبانية لنقاش قضايا الأمن العالمي مع التركيز على قضايا الأمن في منطقة الساحل خاصة ما يهم الجانب الإسباني. وحسب صحيفة اسبانية، فإن المؤتمر يؤكد اهتمام إسبانيا بالبحث عن موطئ قدم في منطقة الساحل ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لها؛ حيث شهد العام الجاري رفع وتيرة التعاون مع دول الساحل عبر بوابة موريتانيا والمغرب، وهو اهتمام يرى المحللون أنه قد يجلب لإسبانيا مكانة متميزة، وذكر الصحفي خوسي ماريا محلل قضايا الأمن والإرهاب في صحيفة البايس الإسبانية إن "المغرب وموريتانيا تشكلان بوابة اسبانيا على الساحل، ينطلق ذلك من علاقات جيدة تربط اسبانيا بالبلدين، إضافة إلى أن أمن افريقيا من أمن اسبانيا كما سبق وقال رئيس الحكومة الاسبانية مارينو راخوي". وبالنسبة لأمين خطاري المحلل والصحفي الخبير في الشؤون الاسبانية فيرى أن "حرص اسبانيا على تمديد نفوذها وعلاقاتها في الساحل ينطلق من الاعتراف بدور شركائها خصوصا المغرب وموريتانيا كبوابتين رئيستين للساحل". ورأى محلل قضايا الأمن والإرهاب حمادي ولد لداه أن "دور اسبانيا في الساحل هو استراتيجية عميقة بالنسبة للحكومة الاسبانية، وينعكس هذا الحضور على تسلم اسبانيا قيادة المهمة الأوروبية لتدريب جيش مالي في نهاية اكتوبر الماضي، حيث باتت اسبانيا القوة العسكرية الأكبر في منطقة ازواد شمالي مالي، بكتيبة خاصة مشكلة من 115 عسكريا يقودها الجنرال الإسباني الفونسو غارسيا فاكيرو برادال". ومنتصف ماي الماضي أعلنت إسبانيا عن طريق سفيرها في الجزائر، رغبتها في تبادل التجارب مع دول منطقة الساحل الثماني، وتعميق معارفها مع الخبراء في المجال العملياتي من خلال ربط صلات للحرس الملكي الاسباني "غوارديا سيفيل" ونظرائهم في كل من الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والتشاد، إضافة إلى ربط الصلات بالخبراء والمحللين في المنطقة في مجالات الارهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة.وموريتانيا هي البوابة الثانية بعد المغرب التي تعول عليها اسبانيا في صنع علاقات أكثر متانة مع الساحل.وذكرت صحيفة آ بي سي الاسبانية مؤخرا وفي مقال للمتخصص العسكري إستيبان بياريخو "ارتفاع نسبة المناورات التي يجريها الجيش الاسباني مع نظيره الموريتاني والتي تهدف إلى تطوير التعاون واتاحة بيئة صحراوية لتدريبات الجيش الاسباني لرفع قدرته الدفاعية".ونقلت الصحيفة عن الضابط فيرناندو كسادو الذي شارك في المناورات العسكرية بأن "موريتانيا وفرت مناورات مشتركة حيث قامت وحدات من الجيش الأسباني بالتدريب في فضاءات صحراوية مفتوحة للتأقلم مع الصحراء، وهي أجواء لا تتوفر في اسبانيا". وبالنسبة لمحلل قضايا الساحل الموريتاني جمال عمر فإن: "التعاون بين موريتانيا واسبانيا أخذ منعطفا مهما جدا حيث تعزز العلاقات الأمينة بشكل ملحوظ وتعزز التعاون في مجال مكافحة الارهاب والهجرة السرية، بل تعززت ايضا العلاقات الاقتصادية عبر هجرة الشركات الاسبانية بشكل متصاعد إلى موريتانيا، وفي نواكشوط فان الحديث بات متواترا عن دور اسباني قوي على حساب فرنسا المستعمر السابق". وباتت موريتانيا التي رفعت في السنوات الأخيرة حجم تعاونها مع اسبانيا نقطة محورية بالنسبة للعلاقات مع اسبانيا. وقال ضابط موريتاني من القوة الخاصة لمكافحة الارهاب يجري تدريبات عسكرية في مدريد "إسبانيا مهتمة عسكريا بمنطقة الساحل، وفي هذا الإطار فإن التعاون مع موريتانيا لا يقتصر فقط على المناورات بل فرص التدريب في الكليات العسكرية، وتبادل المعلومات والتنسيق على اكثر من جبهة".
م. ح/ وكالات