الوطن

طفرة النفط الصخري تدفع الحكومة نحو أسواق جديدة

"أوبك" تتوقع تقلص حصتها في السوق العالمي بـ5 في المئة عام 2018

 

 

تتوقع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" تقلص حصتها في سوق النفط بنسبة خمسة بالمئة بحلول عام 2018 مع نمو معروض النفط الصخري الأمريكي بوتيرة أسرع مما كان متوقعا من قبل بما لا يدع مجالا أمام المنظمة للاستفادة من نمو الطلب العالمي.

وكانت منظمة أوبك تهون في العادة من الأثر المحتمل لتقنية التكسير الهيدروليكي على إمدادات المعروض. ولكنها الآن تتوقع استمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي لفترة أطول وأن يمتد الإنتاج إلى دول أخرى. وفي تقرير آفاق النفط العالمية لعام 2014 قالت "أوبك" إنها تتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على خامها 28.50 مليون برميل يوميا في 2018 بانخفاض 1.5 مليون برميل يوميا عن 2014 نظرا لزيادة المعروض من خارج المنظمة رغم ارتفاع الطلب العالمي. ويقل الطلب المتوقع في عام 2018 نحو مليوني برميل يوميا عما تنتجه أوبك حاليا ويشير إلى أن المنظمة التي تضخ ثلثي النفط في العالم تواجه وفرة في المعروض بالسوق في الأجل المتوسط إن لم تخفض إنتاجها.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء نفط دول أوبك في 27 من نوفمبر لمراجعة المستوى المستهدف لإنتاج المنظمة -البالغ 30 مليون برميل يوميا- في النصف الأول من عام 2015. ونزل سعر النفط هذا الأسبوع إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 82 دولارا للبرميل وهو ما يرجع لأسباب منها توقعات بعدم قيام أوبك بخفض الإنتاج.

وفي سيناريو آخر لزيادة المعروض تتوقع أوبك ارتفاع إمدادات المعروض من خارج أوبك بواقع ستة ملايين برميل يوميا في عام 2040 عن السيناريو الأساسي وأن تأتي الزيادة من معروض النفط الصخري وغيره لتستمر الضغوط النزولية على حصة المنظمة بالسوق في الأجل الطويل. وقال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك في مقدمة التقرير إن السنوات القليلة الماضية شهدت نموا كبيرا في إمدادات المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك. وأضاف أن الآفاق ما زالت تشير إلى نمو المعروض من خارج أوبك في الأجل المتوسط ولكن مع تباطؤه في هذا الأجل. وتحوز أوبك 80 بالمئة من احتياطات النفط التقليدي في العالم. وتشير تقديرات أوبك منذ عام 2012 إلى أن اقتراب سعر النفط من 100 دولار للبرميل - وهو ما يزيد على مثلي مستواه قبل عشر سنوات بالقيمة الاسمية - معقول وعادل.

ودفعت طفرة النفط الصخري بعض أعضاء أوبك مثل نيجيريا والجزائر إلى السعي لإيجاد مشترين آخرين لخاماتهم مع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وتراجع وارداتها. وكان من المعتقد أن الإنتاج الأمريكي قد بلغ ذروته. وتتوقع أوبك حاليا أن يبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري وسوائل الغاز الطبيعي ذروته في وقت أبعد مما كان متوقعا كما تتوقع أن يكون للنفط المحكم تأثير في دول أخرى. وقال التقرير "بصورة عامة جرى تعديل توقعات معروض الخام المحكم في السيناريو الأساسي بالزيادة" وذلك بسبب "ارتفاع المعروض عن المتوقع من الولايات المتحدة وتحسن إنتاجية الآبار في بعض المناطق والأخذ في الاعتبار توقعات إنتاج الخام المحكم من الأرجنتين وروسيا". وقال التقرير "حتى في الأجل المتوسط نتوقع تباطؤ إسهام هذا المصدر (النفط الصخري) ومن المتوقع حاليا أن يصل معروض الخام المحكم الأمريكي وسوائل الغاز الطبيعي غير التقليدية إلى ذروته في وقت أبعد قليلا - في السنوات الأخيرة من هذا العقد - وأن يظل مرتفعا في الأمد الأبعد".

وفي السيناريو الأساسي لأوبك تتوقع المنظمة وصول الطلب العالمي إلى 93.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2016 بزيادة نحو 700 ألف برميل عن توقعاتها لعام 2016 في تقرير العام الماضي وإلى 96 مليون برميل يوميا بحلول 2019. وتتوقع المنظمة وصول الطلب إلى 111 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040. ومن المتوقع أن يرتفع معروض الدول غير الأعضاء في أوبك إلى 60.6 مليون برميل يوميا في عام 2019. ورفع التقرير توقعاته للإنتاج العالمي من النفط الصخري إلى 4.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020 رغم أنه يتوقع تباطؤ المعروض إلى أربعة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2040. لكن سيناريو ارتفاع المعروض لا يتوقع وصوله إلى الذروة وأن يبلغ بحلول 2040 نحو ستة ملايين برميل يوميا.

 محمد. أ

من نفس القسم الوطن