الوطن
حادث خطير يودي بحياة سيدّة ويخلف أكثر من 100 جريح
مع تسجيل تزايد في حدّة الحوادث على هذه الشبكة في المدة الأخيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 نوفمبر 2014
- فرضية الإفراط في السرعة الأرجح والركاب الناجون يحمّلون السائق مسؤولية "المأساة"
صباح رهيب ذلك الذي عاشته صباح أمس العاصمة، بسبب انحراف خطير لقطار نقل المسافرين كان متوجها من محطة آغا بالعاصمة نحو الثنية، حيث انحرف القطار عن مساره الصحيح أدى إلى تحطمه وانشطاره إلى أجزاء، وتعرضت الثلاثة الأولى منها للتحطم الكلي، تسبب في تسجيل إصابات متعددة بين الخطيرة وقليلة الخطورة لأكثر من 150 شخص تم توزيعهم على مختلف المراكز الاستشفائية المتواجدة بالعاصمة، بينما فارقت سيدّة في الخمسينيات من العمر الحياة فورا بعد أن تسببت شظايا من القطار في ذلك، وقد وجد رجال الحماية المدنية صعوبة كبيرة في انتشال جثتها من القطار. وفور وقوع الحادث سارع الوزير الأول عبد المالك سلال، رفقة وزير الصحة عبد المالك بوضياف إلى مكان الحادث للوقوف على ما خلفه من مأساة تضاف للسجل الأسود الذي تحوز عليه شبكة النقل في الجزائر في السنوات القليلة القادمة، خاصة ما تعلق بالنقل بالسكة الحديدية، وبدوره قطع وزير النقل عمار غول الذي يتواجد خارج الوطن زيارته والعودة إلى تراب الوطن للإشراف، كما أشارت مصادر من الوزارة الأولى على اللجنة الوزارية التي أعلن سلال عن تشكيلها لمعرفة ملابسات الحادث ومعاقبة المتسببين فيه.
وكان القطار يتوجه في حدود الساعة الثامنة وعشر دقائق من محطة الجزائر "آغا" نحو محطة الثنية على مسافة 50 كيلومترا، وعند وصوله إلى محطة حسين داي وبعد اجتياز 150 متر عن المحطة التي تقع بالضاحية الشرقية للعاصمة انحرف عن السكة، في مشهد مروع، يؤكد فرضية الافراط في السرعة التي اتهم بها الناجون من الحادث سائق القطار الذي لا يزال لحدّ كتابة هذه الأسطر بالعناية المركزة، حيث خضع لعملية جراحية عاجلة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، بينما تلقى العشرات من المصابين الاسعافات الأولية اللازمة بمختلف المراكز الصحية التي وزعوا عليها، وغادر غالبيتهم المستشفى بينما بقي عدد آخر حتى الفترة المسائية، فيما خضع آخرون لعمليات جراحية متعددة بسبب الكسور التي تعرضوا لها في أجزاء متعددة من أجسادهم.
هذا وقد شهد مكان وقوع الحادث تدخل المواطنين الذين هبوا لتقديم المساعدة ونقل الضحايا إلى كل من مستشفى بارني ومصطفى باشا والقبة وزميرلي، كما أبدى المئات من المواطنين استعدادهم للتبرع بالدم من أجل إنقاذ حياة المصابين، بينما غصت المستشفيات بالعشرات منهم غالبيتهم يمثلون عائلات المصابين الذين كانوا على متن قطار الموت، الذين كانوا في أغلبيتهم شباب وطلبة جامعيين.
وسارعت المديرية المركزية للمنشآت الحديدية بالجزائر، للإعلان عن توقف كلي لحركة القطارات من العاصمة باتجاه باقي ولايات الوطن، فيما أعلن المدير العام للمؤسسة عبد الوهاب أكتوش أنه من المبكر الحديث عن فرضية السرعة المفرطة، التي تحدث عنها الناجون من الحادث، وذكرت مصادر من الوزارة الأولى على أن العلب السوداء الثلاثة للقطار وضعت تحت تصرف لجنة التحقيق التي أمر الوزير الأول عبد المالك سلال بتشكيلها، في انتظار معالجة البيانات المتعلقة بها، وفي هذا الصدد طمأن المدير العام لمؤسسة السكك الحديدية ياسين جاب الله المسافرين مؤكدا أن القطارات ستعاود نشاطها العادي خلال الفترة المسائية.
يذكر أنّ الجزائر شهدت في السنوات القليلة الماضية حوادث خطيرة للقطارات سجلت بعدد من المدن أخطرها تلك التي سجلت بالعاصمة، البليدة، عين الدفلى، ورقلة وسكيكدة، وارتبطت غالبية هذه الحوادث بارتطام القطارات بين بعضهم البعض وأخرى تتعلق بانحرافات وارتطامهم بوسائل نقل أخرى، وكانت احصائيات رسمية لمصالح الحماية المدنية قد أكدت في أكثر من مرّة عن وجود "ارتفاع في عدد حوادث القطارات أو تلك التي يتسبب فيها هؤلاء" والتي أدت إلى وفاة العشرات وجرح المئات.
خولة بوشويشي