محلي
الجزائريون يقاطعون "الفواكه الموسمية"
رغم حديث الفلاحين عن وفرة في الإنتاج أسعارها تخطت كل الحدود
- بقلم سارة زموش
- نشر في 30 جوان 2022
تعرف أسعار الفواكه الموسمية، هذه الأيام ارتفاعا قياسيا رغم وفرتها، خاصة ونحن في فصل الصيف المعروف غالبا بانخفاض أسعار مختلف هذه المنتجات الفلاحية غير أن واقع الأسواق يقول العكس وهو ما يطرح التساؤلات عن العوامل التي باتت تتحكم في هذه الأخيرة بعيدا عن قاعدة العرض والطلب.
و عبر مختلف الاسوق تشهد أسعار الفواكه الموسمية ارتفاعا كبيرا رغم وفرة الإنتاج التي يتحدث عنها الفلاحون حيث لا تزال أسعار الكرز في حدود الـ450 دج للنوعية المتوسطة في حين تزيد أسعار النوعية الرفيعة عن 700 دج للكيلوغرام في حين تتراوح أسعار الخوخ بين 200 و350 دج حسب النوعية في حين تصل أسعار "النكتارين" سقف الـ400 دج و بلغت أسعار الاجاص 350 دج في حين وصلت أسعار التفاح حدود الـ550 دج حتي في الولايات التي تعد قطبا انتاجيا لهذه الفاكه و في مقدمتها ولاية باتنة و هو ما جعل السكان يعبرون عن استيائهم من الارتفاع الجنوني لأسعار فاكهة التفاح ، رغم توفّر المنتوج، وحسب ما أكده لنا أحد باعة الفواكه في سوق باش جراح بالعاصمة فأن أسباب ارتفاع أسعار الفواكه حاليا غير معروف حيث قال "نحن أيضا لم نفهم سبب هذا الارتفاع الجنوني، حتى الفاكهة الموسمية بلغت مستوى جنوني رغم وفرة المنتوج"، وأضاف محدثنا "لم نعد نقتني كميات كبيرة، لأن المواطنين أصبحوا يعزفون حتى الاقتراب نحو طاولات الفواكه التي غالبا ما تتكدس لتتعفن". و أجمع مواطنون على أن أسعار الفواكه هذا الصيف، عرفت ارتفاعا جنونيا فعدا الدلاع و البطيخ اللذان عرفا انخفاضا، فإن باقي أنواع الفواكه باتت منوعة على الجزائريين. من جهتهم أرجع بعض الفلاحين أصحاب المزارع المنتجة لهذه الفاكهة الموسمية السبب إلى النوعية الجيدة لهذا المنتوج، بالمقابل ارجع مراقبون ارتفاع أسعار الفواكه الموسمية في فصل الصيف إلى المتاعب التي تلاحق الفلاحيين المنتجين لهذه الفواكه ، و في مقدمة ذلك أزمة التخزين والتوزيع، حيث لم يخف فلاحو عديد المناطق المنتجة للفاكهة قلقهم من نقص الإمكانات التي تحول دون حماية منتوجهم خلال فترة التخزين والتوزيع، حيث لا يزال أغلب الفلاحين يخزنون الفواكه بالطرق التقليدية، و هو ما يحول دون صمودها لمدة طويلة، حيث يتطلب الإسراع في بيعها أو تكون عرضة للفساد و الرمي في الوديان، و هو الهاجس الذي يقلق أغلب الفلاحين، في ظل ندرة غرف التبريد، ما يرغمهم على بيع منتوجهم بأسعار يصفونها بالزهيدة، ما يجعل المستفيد الأكبر هو التاجر على حساب الفلاح الذي يبذل جهودا كبيرة طيلة الموسم، ناهيك عن تكاليف الأدوية والري التي يجد أحيانا صعوبات في تغطيتها. في الوقت الذي أكد آخرون على أهمية توفر المناطق على مصانع تحويلية حتى تكون تستوعب المنتوج الذي تعرفه بعض مناطق الوطن على غرار انتاج التفاح في ولاية باتنة.