الوطن

خبراء: لا تغيير في آليات الشراكة بين باريس والجزائر في عهد ماكرون

دعوا الحكومة المقبلة لفرض منطقها والعمل وفق مبدأ رابح-رابح

 

رزيق: تعامل فرنسا مع الجزائر في الملف الاقتصادي مبني على النفاق!
بوجمعة: هولاند أيضا كان صديق الجزائر وقدمنا في عهده تنازلات اقتصادية غير مسبوقة! 
 
 
اعتبر خبراء اقتصاديون أمس أن فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا لا يعني شيء بالنسبة للعلاقات الاقتصادية التي تجمع البلدين (الجزائر وفرنسا) باعتبار ان من يسير فرنسا هي مؤسسات تري في الجزائر سوق تجارية فقط وليس شريك اقتصادي استراتيجي ولا يمكن تغيير هذه الرؤية بتغيير قيادة البلاد وهو ما اعتبره الخبراء دافع للحكومة المقبلة المطالبة بفرض منطقها على فرنسا وإدارتها الجديدة والعمل وفق مبدا رابح-رابح.
رغم أن المرشح الفائز برئاسة فرنسا إيمانويل ماكرون يعد صديق للجزائر كما سبق وصرح به وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلا ان فوزه بالانتخابات الرئاسية لا يعني ابدا بدء صفحة جديدة في إطار  العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية حيث استبعد خبراء اقتصاديون أمس أن تعرف هذه الأخيرة تغييرات جذرية في ظل القيادة الجديدة لفرنسا باعتبار أن من يسير فرنسا ونظامها الاقتصادي هي مؤسسات دولة وليس فقط شخص الرئيس وأشار الخبراء أن الجزائر وحكومتها المرتقبة بعد الانتخابات التشريعية هي المطالبة بإحداث التغيير على مستوى العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية ومطالبة بفرض منطقها على فرنسا التي تنظر للجزائر كسوق مفتوحة وكفضاء تجاري لها وليس كشريك استراتيجي، وكان المرشح الفائز برئاسة فرنسا قد سبق وأكد خلال زيارته للجزائر قبل انطلاق حملته الانتخابية أنّ تعزيز العلاقات بين الجزائر وفرنسا يجب أن يكون من خلال شراكات متعددة القطاعات. معتبرا انه من الضرورة ان تكون الملفات المتعلقة بالطاقة المتجددة أولوية، خاصة وأن العديد من المناقصات سيتم الإعلان عنها مستقبلاً، كما أعلن ماكرون الذي ألتقي بوزير الصناعة ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات على حداد خلال زيارته للجزائر وعدد من الوزراء عن رغبته في تعزيز الشراكة من خلال البنية التحتية، وتحدث مع العديد من المسؤولين الجزائريين عن إمكانية إقامة "مناخ أعمال" كفيل بتطوير العلاقات الاقتصادية بين باريس والجزائر. 
 
كمال رزيق: تعامل فرنسا مع الجزائر في الملف الاقتصادي مبني على النفاق!
 
 وفي هذا الصدد أكد امس الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ"الرائد"  أن ايمانويل ماكرون ورغم انه صديق للجزائر كما صرح به المسؤولين الجزائريين ورغم تحدثه بلغة إيجابية تجاه الجزائر في العديد من المرات خلال حملته الانتخابية منه ما  تعلق بالشق الاقتصادي ألا أن هذا الأخير لا ينتظر منه الكثير على مستوى العلاقات الاقتصادية الجزائرية الفرنسية وأضاف رزيق ان ما قيل خلال الحملة الانتخابية فيما يخص هذا الملف يبقي كلام حملة انتخابية فقط مضيفا ان النظام الاقتصادي في فرنسا تحكمه مؤسسات قائمة بذاتها بغض النظر عن من يحكم فرنسا سواء يسار او يمين وقال رزيق ان الجزائر وفرنسا عبرت في العديد من المرات وعلى لسان أكثر من مسؤول نيتهما في تطوير العلاقات ألا ان التمني والنية شيء والتطبيق على ارض الواقع امر أخر، وفي السياق ذاته قال رزيق أن فرنسا تنظر للجزائر على انها سوق استهلاكية تجارية لها ولا يمكن تغيير هذه النظرة مضيفا ان تعامل فرنسا مع الجزائر في الملف الاقتصادي مبني على النفاق فهي تتعامل بغير ما تتحدث به عكس تعاملها مع بلدان مجاورة للجزائر على غرار المغرب وحتي تونس وأوضح رزيق ان التغيير المطلوب على مستوى العلاقات الفرنسية الجزائرية التي تميل الفائدة فيها للطرف الفرنسي يجب ان تفرضه الجزائر حيث أعتبر أن الحكومة المقبلة مطالبة بفرض منطقها على الطرف الفرنسي والبحث عن مصلحة الجزائر وكسر الاستمرارية والعقلية التي تعاملت بها الحكومات المتعاقبة والتي كانت تساير عقلية النفاق الفرنسية وتقبل بها وأضاف رزيق في السياق ذات ان الحكومة المقبلة يجب ان تتعامل مع فرنسا وفق نظرية رابح رباح وتقيم شراكة استراتيجية في الاستثمار والاعمال ولا ترضخ للابتزاز الفرنسي الذي سيتواصل حتي في عهد ماكرون بفعل اللوبيات التي تعد أقوي من الرئيس نفسه ليخلص رزيق بالقول انه يجب ان لا نبيني املا كبيرا على الرئيس الجديد لفرنسا وان يكون التغيير على مستوانا.
 
رشيد بوجمعة: هولاند أيضا كان صديق الجزائر وقدمنا في عهده تنازلات اقتصادية غير مسبوقة! 
 
من جهته أعتبر الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة الجزائر رشيد بوجمعة أن فرنسا لا يمكنها تغيير سياستها تجاه الجزائر لأنها هي المستفيد من الوضع الحالي مشيرا أن ما صرح به إيمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية ورغبته في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجزائر لا يمكن الاعتماد عليه وقال بوجمعة ان منطق "الرابح / رابح" في العلاقات الجزائرية الفرنسية لم يكن يوما مجسد على ارض الواقع لا في عهد ساركوزي ولا في عهد هولاند ولن يتجسد في عهد ماكرون ألا أذا فرصت الجزائر شروطها وضغطت على الجانب الفرنسي، من جانب اخر عاد بوجمعة للعلاقات الجزائرية الفرنسية في عهد هولاند حيث أكد ان الجزائر وعلى المستوى الاقتصادي سجلت تنازلات غير مسبوقة في عهد هولاند الذي وصف هو الاخر انه صديق للجزائر مشيرا ان الوضع المالي والاقتصادي للجزائر حاليا لا يسمح أبدا بتكرار هذه الأخطاء حيث اعتبر أن الحكومة المقبلة مدعوة للصرامة في التعامل مع الجانب الفرنسي باعتبار ان الفرنسيين لا يزالون يتعاملون بمنطق المستعمر مع الجزائر.
 
 
 
س. زموش

من نفس القسم الوطن